من المقرر إجراء الانتخابات البلدية في 12 و19 و26 أيار، حسبما أعلن وزير الداخلية اللبناني القاضي بسام مولوي أمام النواب. وتبدأ العملية الانتخابية في منطقة عكار وتنتهي عادةً في الجنوب. ولكن إذا استمرت الأزمة في فلسطين وفي جنوب لبنان، فقد يتم تأجيل الانتخابات البلدية في هذه المنطقة. للبلديات دور حيوي، إذ إنها تمثل نقطة الاتصال الأولى للمواطنين مع مسؤول منتخب، وكذلك مع سلطة رسمية.
في هذه السلسلة من المقالات التي نقدمها لكم، تتابعون رحلة الصحفيين المتدربين/الصحفيات المتدربات من عكار، لفهم أهمية البلديات والتحديات التي تواجهها بشكل أفضل.
شارك موقع “يومكُم” مع شباب وشابات من عكار لاكتشاف البلديات ودورها ونموذجها الاقتصادي.
لا يمكن إنكار أن مستقبل لبنان في أيدي الأجيال الصاعدة، والمشاركة الفعالة للشباب والشابات في المجال العام هي بصيص الأمل الوحيد لمجتمعنا. يسعدنا أن نشارككم ثمرة العمل الملهم لهؤلاء الشباب والشابات من عكار، المنخرطين بشكل كامل في العملية الديمقراطية.
أتيحت الفرصة للصحفيين، والصحفيات لزيارة ثلاث بلديات رئيسية في المنطقة: منجز، الكويخات وبزبينا، والتي تمثل كل منها خصوصية مختلفة لعكار.
ثلاث بلديّات تمت زيارتها ونتج عنها ثلاث مقابلات للقراءة.
ضمن مشروع Grandir et Agir الذي أطلقه المعهد الفرنسي في لبنان بهدف تشجيع المشاريع التي تستخدم اللغة الفرنسية، تم إنشاء صحيفة “Découvr’ Akkar” عن عكار وقطاعاتها المختلفة، من قِبل مجموعة من الشبان والشابات من سكان عكار بقيادة فريق موقع “يومكُم”. بفضل هذه الصحيفة، اكتشف المراسلون والمراسلات عكّار، وعاشوا تجربة جديدة وشاركوها معنا في الصحيفة. كما فهموا أهمية وجهات النظر المختلفة، وتعلموا كتابة النصوص الصحفية واكتشفوا البلديات ودورها ونموذجها الاقتصادي، على الرغم من الأزمة المالية والصحية التي مرت بها البلاد.
هذه المقالات هي أداة للمواطنة، ولتنشيط عكار، وللتلاحم الاجتماعي، وقد قال الشباب والشابات أنهم زاروا أماكن في منطقتهم كانوا يخشون التوجه إليها بسبب الأفكار المسبقة عنها.
من خلال إجراء مقابلات مباشرة مع رؤساء البلديات، تمكن صحفيوننا الناشئون، وصحفياتنا الناشئات من السير بثقة عبر أبواب هذه المؤسسات العامة، وعالجوا موضوعات تتراوح بين احتياجات المجتمع إلى مشاريع التنمية، بما في ذلك تحقيق الدخل من هذه المشاريع على الرغم من الأزمة الحالية، ومع كل هذا تمكّنوا من فهم دورهم كمواطنين مطلعين وحكيمين. وبفضل ميكروفونات الرصيف، نجحوا في إعطاء صوت للمواطنين وتسليط الضوء على القضايا المتعلقة بالحكم المحلي.
يتجاوز هذا المشروع مجرد تجربة صحفية بسيطة، ويشكل خطوة مهمة نحو إنشاء جيل واعٍ، يشارك في الحياة الاجتماعية، يعي حقوقه وواجباته كمواطن.
ومن خلال منح الشباب الفرصة للتعبير عن أنفسهم واستجواب قادتهم، يصبح من الممكن إنشاء مؤسسات عامة أكثر مسؤولية تستمع إلى مواطنيها.
الدور الحاسم للبلديات في إدارة الخدمات الأساسية والتنمية المحلية.
على مدار ستة أيام، اجتمع حوالي ثلاثين شابًا وصبية من مناطق مختلفة من عكار لمتابعة تدريب نظري متعمق حول موضوعات الصحافة والإدارات البلدية، وتعلموا كيفية التعرف على مصادر المعلومات الموثوقة، وكتابة المقالات ذات الصلة وإجراء المقابلات بشكل احترافي. وأعقب التدريب عمل ميداني مشوّق.
وبقدر ما هو مناسب وفي الوقت المناسب، فإن الموضوع المختار، وهو البلديات، يسلط الضوء على العلاقة الجوهرية التي تربط الحياة اليومية لمواطنينا والجهود التي تبذلها بلديات عكار لمواجهة التحديات الحالية العديدة.
130 بلدية في عكار، منها 22 منحلة
لا شك أن بلديات عكار الـ 130، التي تم حل 22 منها، واجهت، ولا تزال، خلال السنوات الأربعة الماضية، سلسلة من الأزمات المتتالية الصعبة جداً، على المستوى الصحي والسياسي والإداري والمالي. وقد جعلت هذه التحديات تنفيذ المشاريع البلدية أمرًا معقدًا للبعض، أو حتى مستحيلًا للبعض الآخر.
لكن أمام هذا الواقع المالي الشائك، ورغم كل شيء، لجأت العديد من البلديات اللبنانية، بما فيها بعض البلديات في عكار، إلى وضع حلول مبتكرة، واستراتيجيات للتأقلم مع الأوضاع، ما سمح لها بتمويل مشاريعها.
ثلاثة مصادر دعم لبلديات عكار
المنظمات غير الحكومية، مصدر الدخل الرئيسي لمعظم البلديات العاملة
تبدو المؤسسات غير الحكومية والدولية اليوم بمثابة الحلّ الوحيد لسد النقص في التمويل المحلي. هذه المنظمات، الملتزمة بدعم المشاريع البلدية التي تعود بالنفع على المجتمع المحلي، غالبًا ما تكون على استعداد لتقديم المنح والدعم المالي.
يقدم الشركاء من القطاع الخاص أيضًا دعمًا كبيرًا للبلديات
بالإضافة إلى الشراكات الدولية، أثبت التعاون مع شركاء القطاع الخاص المنخرطين اجتماعيًا، وكذلك التعاون مع المنظمات المدنية المحلية أنها شريان حياة أساسي للتغلب على الأزمات المتعددة.
يشكل اتحاد البلديات الحل الثالث الواعد
فهو يوفر للبلديات المشاركة، المزيد من الموارد والوسائل لمواجهة التحديات التي تواجهها.
إن العمل الذي أنجزه هؤلاء الصحفيون والصحفيات أكثر من رائع.
إن تفكيرهم الواعي حول بلديات المنطقة يسلط الضوء على الأهمية الحاسمة لهذه المؤسسات في رفاهيتها وتنميتها المحلية. ونأمل أن تؤدي النتائج التي توصلوا إليها إلى تحفيز المزيد من الجهود لدعم المشاريع البلدية مالياً وتشجيع الشراكات المثمرة بين الجهات الدولية والمنظمات المحلية واتحادات البلديات من أجل مستقبل أكثر ازدهاراً لعكار.
التعليقات (0)