تحمل مرحلة المراهقة في طياتها العديد من المتغيّرات التي يمكن أن تؤدي إلى تقليل ساعات الرّاحة فتتغيّر نوعيّة النّوم عند المراهق(ـة). ما مقدار ساعات النّوم التي يجب أن يحصل عليها المراهق(ـة)؟ لماذا النّوم مهمّ؟ ما هي الأسباب التي تمنع المراهق(ـة) من النّوم بشكلٍ كافٍ؟ ما هي النّتائج المترتّبة في حال عدم حصول المراهق(ـة) على قسطٍ كافٍ من النّوم؟ وما الذي يمكن للمراهق(ـة) القيام به لتحسين نوعيّة نومهم؟
النّوم هو ميزان العقل، أمّا الأرق فهو اضطرابٌ شائع يمكن أن يؤدي إلى صعوبة في النّوم أو صعوبة الاستمرار فيه. أظهرت الدراسات أن أكثر من 50% من المراهقين لا ينامون إلى حدًّ كافٍ في اللّيل قبل المدرسة. بالتالي، يمكن أن يوهن الأرق من مستوى طاقة المراهق(ـة) ومزاجه وأيضًا من صحته وأدائه في الدرس وجودة الحياة. كما قد يؤثّر سلبًا في العلاقات الإجتماعيّة، السّلوكيّات والمشاعر .
ما مقدار ساعات النّوم التي يجب أن يحصل عليها المراهق(ـة)؟
تختلف الحاجة إلى النّوم من شخص إلى آخر، ولكن ينصح الخبراء المراهقين في المرحلة العمريّة بين 13 و 18 عامًا بالنّوم لفترة تترواح بين ثماني وعشر ساعات. ولا ينبغي أن تقلّ عدد ساعات النّوم في هذا العمر عن سبع ساعات.
لماذا النّوم مهمّ؟
من المهمّ جدًا أن ينام المراهق (ـة) إلى حدٍّ كافٍ والأهم أن تكون نوعيّة النّوم جيّدة. فالنّوم يساعد في:
– الحفاظ على صحّة الجسم ويساهم في تعزيز وتقوية جهاز المناعة.
– تنقية الرّأس من كلّ التّجارب التّي يمرّ بها الإنسان خلال اليوم.
– تحسين مستوى الطّاقة، التّعلم، الذّاكرة والتّركيز.
– الحفاظ على مزاج ايجابي.
ما هي الأسباب التّي تمنع المراهق(ـة) من النّوم بشكلٍ كافٍ؟
يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الأرق عند المراهقين، بحيث يعاني فيها الشّخص من مشاكل في بدء النّوم أو في استمراريّة الّنوم، ومن أبرز هذه الأسباب ما يلي:
– قضاء وقت طويل أمام شاشات التّلفزيون أو الجهاز المحمول قبل النّوم.
– حصول المراهق على كمّيات من الكافيين، من القهوة أو مشروبات الطّاقة أو الشّوكولاتة.
– بيئة النوم غير المناسبة، مثل درجة الحرارة الحارة أو عدم الهدوء…
– الاعتماد على شيء معين مرتبط بالنّوم، مثلًا وجود أحد الوالدين بجانبه.
– الإصابة بالقلق، أو التوتر، أو الاكتئاب.
– الإصابة بالأمراض المزمنة مثل الرّبو، وتوقّف التّنفس أثناء النّوم.
– الإصابة بالأمراض الحادّة مثل نزلات البرد وغيرها..
– تناول أدوية معيّنة.
ما هي النّتائج المترتّبة في حال عدم حصول المراهق(ـة) على قسطٍ كافٍ من النّوم؟
أظهرت دراسة أميركيّة أن اضطرابات النّوم لدى المراهقين، تؤثّر على صحّة القلب والأوعية الدّموية بشكل كبير إلى جانب إلى أمور أخرى قد يعاني منها المراهق (ـة) أبرزها:
– صعوبة في الاستيقاظ كلّ صباح.
– العصبيّة الزّائدة خلال النّهار.
– تراجعًا مفاجئًا في الإنجاز العلمي.
كما أن هناك بعض الشّباب الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه نتيجة نقص نومهم!
ما الذي يمكن للمراهق(ـة) القيام به لتحسين نوعيّة نومه(ـها)؟
قد يكون من الصّعب تحديد سبب مشاكل النّوم في سنّ المراهقة ولكن إليكم بعض النّصائح التي قد تساعدكم على تحسين نوعية نومكم:
– أخذ حمام دافئ وشرب الحليب الدافئ.
– اتباع نظام غذائي صحي يساعد على النّوم بشكل أفضل في اللّيل.
– قراءة كتاب أو مجلة والاستماع إلى الموسيقى الهادئة.
– ممارسة تمارين التّهدئة والاسترخاء قبل موعد النّوم.
– التّوقّف عن الدّراسة 30 دقيقة قبل موعد النّوم.
– تجنّب الأنشطة التي من شأنها إثارة الحواس في وقت متأخّر. (الألعاب الاكترونيّة مثلًا).
– إيقاف تشغيل الموسيقى الصّاخبة وشاشات الكمبيوتر والتّلفزيون قبل ساعة واحدة على الأقلّ من النّوم.
– التّوقّف عن المكالمات الهاتفيّة في وقت متأخّر من اللّيل، والرّسائل النّصية، واستخدام وسائل التّواصل الإجتماعيّة.
– جعل الغرفة باردة أو دافئة (بحسب الفصل)، هادئة ومظلمة..
– إذا أخذتم قيلولة، يجب أن تكون قصيرة وأقلّ من ساعة وأن تكون في وقت مبكر. فالقيلولة الطّويلة أو بعد السّاعة الرّابعة قد تسبّب أرقًا وصعوبةً في النوم ليلًا.
يمكنكم الاستمتاع في قراءة المقال التالي: هل يمكن لطعامك أن يكون الدّواء الأوّل لك؟
التعليقات (0)