في 20 تشرين الثاني، افتُتحت بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر، وهي أول بلد عربي، وأصغر بلد في العالم يستضيف المونديال الذي يعد من أهم الأحداث الرياضية العالمية، وتشارك فيه اثنتان وثلاثون دولة. وبسبب حرارة الصيف الشديدة في منطقة الخليج، تقام البطولة للمرة الأولى بين 20 تشرين الثاني و18 كانون الأول، في حين جرت العادة أن تقام بين شهري حزيران وتموز.
بطولة مثيرة للجدل
في عام 2010، فازت قطر باستضافة مونديال 2022 على كوريا الجنوبية، واليابان، وأستراليا، والولايات المتحدة. منذ ذلك الحين، تحوّلت قطر إلى أكثر الدول التي استضافت هذه البطولة إثارةً للجدل.
في البداية، سرت شائعات عن مزاعم بالفساد أدّت إلى اختيارها لتنظيم مونديال 2022، ما يعني اتهام قطر بدفع أموال هائلة للـ «فيفا» لتتمكن من استصافة البطولة، وهو ما نفته الدوحة دائماً.
بعدها، نشرت وسائل إعلام غربية تقارير عن حدوث آلاف الوفيات بين العمال الأجانب أثناء بناء الملاعب والمرافق الرياضية. وقد نفت الدوحة هذه التقارير وقالت إن هذه المزاعم مضلِّلة، وأكّدت أن سجلات الحوادث تظهر أن هناك 37 حالة وفاة فقط بين العمال في مواقع بناء ملاعب كأس العالم بين عامي 2014 و 2020.
كما أن كون قطر دولة مسلمة أثار جدلاً في شأن منعها بعض المظاهر التي تخالف الشريعة الاسلامية كتعاطي الكحول والجهر بالمثلية الجنسية
المعجزة القطرية
رغم ذلك كله، أنجزت قطر خلال عشر سنوات ما يشبه المعجزة بكلفة وصلت إلى 220 مليار دولار، ما يجعل من مونديال 2022 أغلى بطولة في تاريخ كأس العالم لكرة القدم. علماً أن المونديال الذي استضافته البرازيل عام 2014 كان يُعد الأغلى بكلفة وصلت إلى 15.5 مليار دولار.
لكن النفقات كانت أشبه بالاستثمار ولم تذهب كلها سدى. فقد أنفقت قطر نحو 140 مليار دولار على مشاريع البنى التحتيّة في مجال النّقل والطرق، فأنشأت ثلاثة خطوط مترو، ومطاراً، ومدينة جديدة (لوسيل) ضمّت فنادق وملاعب غولف ومرفأ فاخراً.
كما أنفقت 20 مليار دولار لتشييد نحو مئة فندق جديد ومرافق ترفيهية، ونحو سبعة مليارات دولار لإنشاء ملاعب جديدة. فإلى جانب إخضاع «ملعب خليفة الدولي» لأعمال تطوير.
شاملة، تم بناء سبعة ملاعب جديدة لاستضافة المباريات مزودة بنظام تكييف هواء حديث يبقي درجات الحرارة بحدود 20 درجة مئوية.
والملاعب السبعة الجديدة هي: ملعب المدينة التعليمية، ملعب لوسيل، ملعب الثمامة، ملعب البيت، ملعب الجنوب، ملعب 974، ملعب أحمد بن علي.
وتبلغ سعة هذه الملاعب كالتالي:
ملعب خليفة الدولي: 44,325 مقعداً.
ملعب لوسيل: 88,966 مقعداً.
ملعب المدينة التعليمية: 44,667 مقعداً.
ملعب أحمد بن علي: 45,032 مقعداً.
ملعب 974: 44,089 مقعداً.
ملعب البيت: 68,895 مقعداً.
ملعب الجنوب: 44,325 مقعداً.
ملعب الثمامة … 40,000 مقعداً.
المباراة الافتتاحية تحت شعار كرم الضيافة
أقيمت المباراة الافتتاحية بين منتخبي قطر والإكوادور في ملعب «البيت» (الصورة الاساسية) الذي يتسع لستين ألف متفرج والذي استُوحي من الخيمة التي كان يسكنها أهل البادية، وترتبط بكرم الضيافة.
وتقام المباراة النهائية على ملعب لوسيل في 18 كانون الأول الذي يصادف يوم العيد الوطني.
ومن النادر أن يوفّر أي بلد يستضيف البطولة للمشجّعين إمكانية حضور مباراتين في يوم واحد. إذ إن الملاعب الثمانية التي تقام فيها المنافسات موجودة في منطقة جغرافية واحدة هي الدوحة والمناطق المجاورة لها، ولا يبعد الملعب عن الآخر أكثر من 18 كيلومتراً.
دول فقيرة ستستفيد من الملاعب
أما بعد انتهاء المونديال، فمن المقرر تفكيك نحو 170 ألف مقعد من الملاعب الجديدة والتبرع بها لإنشاء 22 ملعباً في بعض الدول الفقيرة، فيما سيتم تحويل وجهة استخدام بعض الملاعب إلى مدارس ومنشآت صحية ومحال تجارية.
حكمات للمرة الأولى
وللمرة الأولى في تاريخ كأس العالم ستشارك ست سيدات في التحكيم في مونديال قطر، ثلاث منهن حكمات في الساحة هنّ الفرنسية ستيفاني فرابارت والرواندية سليمة موكاسانجا واليابانية يوشيمي ياماشيتا، وثلاث حكمات مساعِدات هنّ: البرازيلية نويزا باك والمكسيكية كارين دياز ميدينا والأميركية كاثرين نيسبيت.
استقبال المشجعين
وتضم قطر 128 فندقاً يمكنها استقبال نحو 43 ألف نزيل. ومع توقع أن يصل عدد الزوار خلال البطولة إلى مليون ونصف مليون زائر، تتنوّع الخيارات أمام هؤلاء بين الإقامة في الفنادق وفي الشقق والوحدات السكنية الموزعة داخل العاصمة، أو في خيم صحراوية أقيمت للمناسبة، أو في السفن السياحية التي ستوفر أكثر من 5000 غرفة فندقية عائمة.
اغنية المونديال الرسمية تشارك فيها مغنية لبنانية
كما أعلن اتحاد الفيفا انه أطلق أغنية Tukoh Taka لميريام فارس والأميركية نيكي ميناج والكولومبي مالوما، مشيراً إلى أنها من إنتاج “يونيرفرسال أرابيك ميوزك” لتكون الأغنية الرسميّة لمهرجان فيفا الرسميّ للمُشجعين، وهي مُدرجة ضمن لائحة الإصدارات الموسيقيّة الرسميّة لكأس العالم قطر 2022.
«لعّيب» تميمة مونديال قطر
التميمة هي عبارة عن مجسم أو دمية تستخدم كشعار للبطولات الرياضية، ولأغراض الترويج والتسويق وإضفاء جو من المرح والبهجة بين الجماهير.
اعتمد مصمّمو تميمة كأس العالم في قطر تصميماً مستوحىً من «الغترة العربية» التي تُعَدّ الزيّ الرسمي في منطقة الخليج وبعض الدول العربية. وتعني كلمة «لعّيب» اللاعب الخارق الذي يجلب المتعة لجميع المتابعين.
هل تعرفون التمائم السابقة لبطولات كرة القدم سابقاً؟
التعليقات (0)