أهميّة التّغذية السّليمة عند المراهق(ـة) وكيفيّة المحافظة على جسم رشيق وصحي بعيدًا عن الأمراض كان محور المقابلة التي أجراها موقع “يومكم” مع أخصائيّة التّغذية “كريستينا كرم” المتخصّصة بالنّظام الغذائي للأطفال والمراهقين وبالتغذية الرّياضيّة
هل صحيح أن الإنسان هو ما يأكل؟
بكلّ تأكيد! فالعادات السّليمة للغذاء تبدأ مع الإنسان منذ الطفولة، أي مع الرّضاعة الطّبيعية التي يمكنها أن تحمينا من الأمراض فيما بعد وتعطينا المناعة اللّازمة لجسمنا.
كذلك الأمر عند إدخال المأكولات الصّلبة، فطريقة إعطاء الولد الطّعام أيضًا تؤثّر على نموّه وعلى العادات التي يكتسبها من ناحية غذائه، مثلًا اذا اعتاد الولد أن يأكل الحلويات بشكل مفرط، فلا يمكنه أن يتوقّف فيما بعد عن ذلك. فعلى سبيل المثال إذا أعطى الأهل ولدهم الشمندر مع سكر دائمًا وأرادوا تغيير هذه العادة فلن يتقبّل الولد ذلك أبدًا.
فكلّ ما يعتاد عليه الإنسان في صغره يرافقه حتى شبابه وهذا ما يؤكد قولك “أن الإنسان هو ما يأكل!”
كذلك فإن الدّراسات تبيّن بشكل واضح أن للأكل علاقة رئيسيّة بالأمراض المزمنة: الضّغط، الكولستيرول، السّكري… طبعًا بالإضافة الى عوامل أخرى ولكن النّظام الغذائي هو أساسي. فإذا تناول الإنسان السّكريات بشكل مفرط يكون عرضة للسكري، وإذا أفرط في تناول الملح كان عرضة للضّغط أمّا تناول المأكولات المقلية بالزيت فقد تسبّب له مرض الكولستيرول.
من هنا تكمن أهمية الأكل ومدى تأثيره على صحّة الإنسان.
هل يمكنك أن تطلعينا كيف تكون الإستشارة النّموذجية ؟ ومن هم الأشخاص الذين يأتون لاستشارتك في أغلب الأحيان ولأي أسباب؟
غالبًا ما يقرّر المراهق أو المراهقة المجئ بأنفسهم للحصول على نظام غذائي مناسب لحياتهم! يمكن أن يكون سبب الزيارة الوزن الزّائد أو العكس، أو حتى يمكن أن يكون السبب معاناتهم من أمراض معينة أو من صعوبة في تناول الطّعام. في البداية يتوجّه المراهقون إليّ مع ذويهم، وأنا أسمعهم في المرحلة الأولى وأفهم منهم ما هو هدفهم من زيارتي وما الذي دفعهم للمجئ إليّ؟ ما هي العادات الغذائية التي يتبعونها بالإجمال؟ ممّا يتألف نظام الأكل عندهم؟ ما هي النّشاطات التي يقومون بها؟ لأن النّظام الغذائي مرتبط دائمًا بالرّياضة التي يمارسها الشّخص، هل يقومون بتمارين رياضيّة؟ واذا ما كانوا يعانون من مشاكل صحية؟ على أساس كلّ هذه الأسئلة أبني نظامًا غذائيًا يتلائم مع حياة المراهق(ـة) الموجود(ة) في عيادتي.
كيف يمكن التّعامل مع الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزّائد أو العكس أي النّحافة، في ظلّ عدم التّوعية المجتمعيّة على “التّمنر” …؟
هذا الأمر بغاية الأهميّة! فنحن علينا التّنبه إلى كلامنا مع المراهق(ـة)، فمثلًا لا يمكن القول للمراهق(ـة) “أنك تعاني من الوزن الزّائد وعليك أن تخفّف من وزنك” أو ” أنت نحيفة جدًا تناولي الطعام كي يصبج جسمك أجمل!” على العكس علينا ربط موضوع الصّحة بالنّظام الغذائي وموضوع الرّياضة أيضًا، ففي حال كان الشّاب أو الفتاة من محبي لعب كرة السّلة مثلًا يمكن أن يشعر (تشعر) بالحماس لاتباع حمية غذائية معيّنة تساعده (ها) على الركض واللّعب بطريقة أسهل. وهنا أوجّه رسالة إلى الأهل بالدّرجة الأولى فالمسؤولية تقع على عاتقهم، لأن الموضوع يمكن أن يكون له ردات فعل عكسيّة في حال تمّ تجاهله!
كيف يمكن للمراهق(ـة) أن يتقبّل اعتماد نظام غذائي معيّن أو أن يُمنع من تناول أطباق يحبّها؟
أنا شخصيًا لا أمنع المراهق(ـة) من تناول أي شيء يحبّه ولكن أوضح له(لها) أنّه عليه تناول كلّ الأطعمة باعتدال. وبذلك أدخل كلّ الأنواع إلى الأنظمة الغذائية التي أعتمدها مع كل مراهق(ـة) بحسب حاجته طبعًا، ويمكنني أن أقول لك أنّهم يأكلون من كلّ الأطعمة التي يحبونها: برغر، شوكولا…
ما هو “النّظام الغذائي المتوازن”؟
النّظام الغذائي المتوازن يمكنه أن يؤمّن كلّ الحاجات الأساسيّة للجسم، النّشويات التي تحتوي على الألياف، البروتين ويكون من الدّهون الجيّدة للجسم كالجوز، اللّوز، زيت الزيتون، الأفوكا… والكالسيوم كالحليب اللّبن وبالتأكيد الخضروات والفواكه.
كيف يجب أن توزّع الوجبات في اليوم الواحد؟
الفطور
مهم جدًا فهو يساعد في قدرة الفرد على التّركيز في المدرسة ويمكن أن يكون مؤلّف من:
خبز ( نخالة أو قمحة كاملة ) + جبنة أو لبنة مع نوع من الخضروات أو حليب + شوفان + فواكهة
الوجبات الخفيفة
(بين الفطور والغداء) مهمّة أيضًا كالفواكه
الغداء
سلطة + نوع طبخ (حبوب ، يخنة…)
وجبة خفيفة ثانية
في اليوم (في فترة بعد الظهر) مؤلفة من الفواكهة ، الجوز واللوز النيء ، اللبن …
العشاء
سلطة + بطاطا مشوية / تونا / دجاج
استمعوا إلى النصيحة من أخصائية التغذية كريستينا كرم
هل يمكن استبدال “الطّبخ” أو الأكلات مع الأرز (كاليخنة، البازيلاء المطبوخة وغيرها من الأطعمة التي تحتوي على الحبوب…) في حال لم يحب تناوله المراهق(ـة)؟
لا يمكن أن نذهب للبديل فورًا يجب أن يعتاد المراهق(ـة) على أكل “الطّبخ”! فهذه المأكولات مهمّة جدًا لجسم الإنسان. ومن المهم أيضًا أن نوضح للمراهق(ـة) أن الذّوق يتغيّر مع مرورالوقت فإذا لم يحب نوع طعام في الماضي يمكن أن يغيّر رأيه اليوم.
ما سيّئات الوزن الزّائد وما سيّئات الوزن الخفيف أو النحافة الزائدة؟ الإثنين يولّدان المشاكل هل هذا صحيح؟
من دون شكّ أن الوزن الزّائد والوزن الخفيف هما وجهان لعملة واحدة، ويسببان مشاكل صحيّة كثيرة إلى جانب المشاكل النّفسيّة. فالوزن الزّائد هو أحد أهم أسباب أمراض الضّغط ، السّكري أوالكولستيرول كما سبق وقلنا في البداية … والنحافة الزائدة أيضًا، فهي تؤثرعلى مناعة الشّخص، وتسبّب له مشاكل في النّمو السّليم كما تسبّب نقص بالمعادن كفقر الدم مثلًا، دوخة، قلّة تركيز…
هل يمكن أن تشاركينا نظامًا غذائيًا كافيًا ليوم دراسي واحد ؟
بالـتّأكيد.
يمكن أن يأخذ المراهق (ـة) معه(ها) إلى المدرسة:
ساندويش من خبز القمحة الكاملة أو النخالة محشية جبنة أو لبنة + نوع من الخضروات.
فواكه: كرز أو عنب
حلويات خفيفة: ويفر أو بان كيك.
التعليقات (0)