في بلد مثل لبنان حيث تعم الفوضى فيه اينما ذهبت، في الشارع، في السوبر ماركت، في الفرن، على محطات البنزين، الخ ما الذي يحمي المواطن ؟
من المؤكد أن القانون يحمي الانسان في كل مجتمع والنظام يؤمن له العيش الكريم ويحثّه على احترام الآخر. فالمواطن يعلم جيدًا أنه اذا ارتكب اي جرم كالسرقة أوالقتل سيعاقب بالسجن، تحت ما يسمّى بالقيم المدنية، اي القيم التي يعتمدها في علاقاته مع الناس ومع الدولة منها: احترام القانون ، احترام الملكية واحترام الرأي الآخر.
ولكن كيف تعيش اذا شعرت باهمال أو تقصير من قبل الجهات المعنية تأمين النظام في البلد؟
طبعًا، ستشعر عندها أنك مهدد ولن تتمكن من تقبّل الوضع، فهل يمكن أن تعمّ الفوضى؟
ممكن!
ولكن هناك أمر آخر يجبر الناس على احترام بعضها البعض، ما هو ؟
القيم الاجتماعية، وهي حالة يقيس فيها الافراد والجماعات تصرفاتهم ويحددوا بحسب العادات والتقاليد التي عاشوها ما هو الصح وما هو الخطأ.
فالقيم الاجتماعية تلعب دورًا كبيرًا في محاكاة مشاعر الإنسان، وتساهم في الحفاظ على سلامته، مثلًا إذا رأيتِ رجلًا مسنًا واقفًا في الباص، تعطيه مكانكِ دون تردد وهذا الامر يعود للقيم الاجتماعية التي تربّيتي عليها.
ومن أهم القيم الاجتماعية التي يمكن ان نعيشها ونطبقها في حياتنا اليومية دون الحاجة الى الرقابة هي العمل التطوعي، المشاركة، الود واللطف، المسامحة، اغاثة المحتاجين وغيرها من القيم التي نطبقها بشكل عفوي.
في النهاية، نحن بحاجة لقوانين تحمينا وتحاسب الانسان الذي يخطأ، ولكن لنتخيل وطن مثالي نعيش فيه بحسب القيم الاجتماعية دون الحاجة للرقابة والمحاسبة والقانون!
التعليقات (0)