ماذا لو رأيت كل ما هو ممكن.. ماذا لو بحثت عن الحلول، وسعيت دوما بالبحث عن كل جديد ؟ ماذا لو نجحت في تحقيق الانجازات، واجتزت كل ما واجهت من صعوبات ؟ ماذا لو ابتكرنا عالما يتحقق فيه النجاح للجميع بدون استثناءات؟ ماذا لو أننا تعلمنا وتطورنا وتكيفها مع المتغيرات؟ أو صنعنا مستقبلا بما يلبّي الاحتياجات؟ ماذا لو يوجد حل ما في مكان ما، بطريقة ما؟ عندما تتدفق الأفكار كالينابيع، ويتلاقى الجميع، يمكننا قهر المستحيل. لأن تدافعنا الجماعي ليس له للفناء سبيل!
خلال تغطية قد أجريتها لمعرض اكسبو دبي 2020 والذي يعد الحدث الأول في الشرق الاوسط لهذا العام، أعكس لكم صورة لمجتمع دولي يتضافر لعرض الحلول الرائدة والمبتكرة لمواضيع تم تعيينها كعوامل أساسية للتنمية خلال السنوات القادمة وهي التنقل، الفرص والاستدامة.
لسنا أمام حدث عادي، بل أمام فرصة لاكتشاف العالم واكتساب خبرات علمية متطورة، ومشاهدة عروض ترفيهية حيّة على مدار الأشهر الست. ويثبت هذا الالتقاء الدولي الحضاري تغيّر ملامح المجتمعات، إذ تشارك الدول رؤيتها للمستقبل الاقتصادي والعلمي، وتوقعات ينتظرها العالم بأسره. لم يقف العلم أما حدود التقدم والتطور، بل يبدو انه في صدد تغيير جوهري، إذ توقفتني المشاريع العلمية التي تقدم أثناء هذا المعرض من قبل الدول والشركات وأبرزها شركة “دي بي وورلد” والتي تعرف ايضا بموانئ دبي العالمية، لما تطرحه من إنجازات فريدة ونقلة نوعية لقطاع التعليم خلال السنوات القادمة.
وتعد هذه الشركة اللوجستية الاماراتية واحدة من أكبر شركات الموانئ في العالم التي تزود السلع التي يستخدمها 3.5 مليار شخص أو نصف سكان كوكبنا. من الشاي إلى الهواتف الذكية التي نستخدمها… ، اليوم تطلق برامج مبتكرة لدعم قطاع التعليم، إلى جانب نشر الوعي البيئي والمناخي لدى الشباب. هل سبق لكم ان تخيلتم كيف يمكن للتعليم أن يكون في المستقبل القريب؟ وهل يمكنكم تصور أنه بحلول عام 2040 سنستطيع محاربة التغير المناخي؟
فلنفكر في حل لنحمي كوكبنا ونصونه من أجل أجيال جديدة” سلطان احمد بن سليّم “
جولة داخل الجناح: استثمار للعلم، وتمكين الشباب من أجل المستقبل
يرفع التجوال في المساحات الداخلية للشركة نسبة وعي الزائر ومنهم الطلاب حول اهميّة التجارة الذكية وفهم الترابط بين الطبيعة والتكنولوجيا. اليوم أصبح الشباب قادرون على فهم التجارة الذكية بعدما كانت محصورة على المتخصصين فقط. داخل جناح دي بي ورلد وبالتنقل بين الطوابق الأربعة، التواصل، الفرص، الاستدامة والتنقل، للوصول الى معرض التعليم المعروف ب Flow Labيستمتع الطلاب خلال زيارة تفاعلية لفهم مبسط، أدق وأعمق لمفهوم تدفق التجارة وتأثيرها على حياتهم اليومية، ورؤية حركة الشحن في الوقت الحقيقي في جميع أنحاء العالم.
نشاطات ممتعة واختبارات مليئة بالألغاز
يستعين الطلاب بالخبراء الداخليين لاختبار تجربة الـ Flow Lab “الاستدامة” وهي لعبة مدتها 40 دقيقة تجمع بين التحديات الرقمية لدفع حس الابتكار عند الطلاب وحثهم على حماية البيئة واطلاعهم على الابتكارات التي يمكن أن تساعد على صناعة مستقبل خال من الكربون. تصب النشاطات حول موضوع عملية التجارة العالمية لموانئ دبي من حاويات الشحن إلى عمليات تسليم العملاء النهائية كالسلع التي يشترونها عبر الإنترنت التي تصل إلى بيوتهم في غضون أيام قليلة.
ويتابع” فامسي بوتا” وهو خبير داخل الجناح مشيرا “إنها طريقة فعالة للغاية عندما يتعلق الأمر بنقل عملية تدفق التجارة الذكية لأن الطلاب يختبرون العمل فعلا من خلال هذه اللعبة المذهلة التي تزودهم بمعلومات كاملة في كل خطوة، لذلك أنهم يشعرون أنها الطريقة الامثل للتعلم والتفاعل واكتساب مهارات أخرى كالتنظيم، الدقة وإدارة الوقت.
برنامج التعليم العالمي لموانئ دبي العالمية يفوز بجائزة الاستدامة الدولية الثالثة، فما هو مستقبل التعليم والعمل؟
بعد معرض اكسبو، سيتحول جناح الشركة إلى مركز اكاديمي يتم فيه تعريف الخريجين الجدد على العمل اللوجستي والتجارة الذكية. أطلقت شركة موانئ دبي العالمية برنامجا تعليميا عالميا محفزا لموظفيها لتقديمه في المدارس والذي يهدف الى تعزيز ثقة وتطلعات الطلاب، وبناء مهاراتهم الوظيفية. منذ إطلاقه، أتيحت الفرصة لأكثر من 26000 طالب على مستوى العالم في 40 وحدة تجارية تعمل موانئ دبي العالمية فيها، اذ تم تصميمه لمعالجة المناهج الدراسية التي يتولى تعليمها موظفين متطوعين لمشاركة خبراتهم مع الطلاب. برنامج التعليم العالمي الذي أحدث تأثيراً إيجابياً على المجتمع الدولي، يحتوي على 10 وحدات للمناهج الدراسية مثل الرياضيات والجغرافيا والدراسات الاجتماعية إضافة الى الاستدامة. ويعتزم البرنامج في تحقيق هدف انخراط الشباب في مجال التجارة واللوجستيات، وتشجيع الشباب على التفكير واستكشاف مجالات جديدة مثل الاستدامة والعمل في الصناعة البحرية.
على الشباب أن يكونوا فضوليين، مبتكرين، ولا يستسلموا أبدًا، أن يخرجوا إلى العالم واكتشافه، وهناك العديد من التجارب المثيرة في انتظارهم ، فقط عليهم أن يتبعوا طموحاتهم ورغباتهم. Elke Koehnke
خلال مقابلة خاصة أجريتها مع مديرة القوى العاملة Elke Kohenke للشركة قالت: “لقد قمنا بتطوير هذا البرنامج للطلاب القادمين من الخارج على وجه الخصوص لإعلامهم بما تعنيه الخدمات اللوجستية والتجارة الذكية لأن الكثير من الناس حتى الآن لا يعرفون ما تعنيه هذه المصطلحات ولإطلاعهم على الابتكارات التي تقدمها شركتنا في هذا المجال مثل Virgin hyperloop و Cargo speed . يمكن للطلاب أن يختبروا العمل على أرض الواقع، وتدريبهم على العمل اللوجستي.كما تمنح أكثر من 60 ألف فرصة توظيف للشباب الموهوبين علما انها ناشطة في 80 دولة حول العالم .
وفي سؤال قد طرحته عن مستقبل التعليم والعمل، أجابت: “نأمل أن يتعاون نظام التعليم مع العمل عن كثب، حتى تتمكن المدارس والجامعات من إعداد الشباب لحياتهم المهنية، وتبادل الأفكار وتطوير المفاهيم حول كيفية تكييف النظريات على الممارسة المهنية. في النهاية، كل شيء مرتبط بالتجارة، أنها مستمرة منذ قرون، ونحن ننتقل اليوم من التجارة التقليدية إلى تجارة ذكية، يمكن أن تكون مستقبلنا. ليس هناك حقيقة حتمية، ولكن هناك احتمال ان يكون المستقبل مرتبطا في المجال التجاري واللوجستي، نعم! انه مجال مثير للاهتمام بقدر تعقيده، و من المرجح أيضا أن يتوقف الناس عن العمل في المكاتب، ومن خلال ابتكاراتهم يمكنهم الحصول على أعمالهم الخاصة، العالم يتغير بشكل جنوني.”
مستقبل صفر كربون
يتعلم الشباب أيضا عن طرق نقل أكثر ذكاء وسرعة، صديقة للبيئة، ومفتاح مستقبل صفر كربون “فلنفكر في حل لنبني مستقبلا أفضل وأكثر أمانا وذكاء من أجل الجميع‘ نحن ملتزمون بالوصول بصافي الكربون الى صفر بحلول العام 2040 سلطان أحمد بن سليم
لا بد من إبقاء الجيل الحاضر والقادم على إحاطة بالمخاطر البيئية وأهمها تهديدات التغير المناخي لكوكبنا. داخل جناح موانئ دبي العالمية ينمّي الطلاب والخريجين وعيًا حول مخاطر التغير المناخي، و يتطورون حسهم الإبداعي من خلال استجاباتهم مع اكادميين وخبراء ومتطوعين، لتبادل الخبرات ووجهات النظر المتعلقة بالحلول والابتكارات العلمية الحديثة التي يمكنها أن تحد من مخاطر التغير المناخي. وينقل الخبراء رؤيتهم المستقبلية بالوصول بصافي الكربون الى صفر بحلول عام 2040 ويعرفونهم على الطرق الجديدة التي طوروها لتسهيل التجارة والنقل مثل الفيرجن هايبرلوب والبوكسباي التي صّممت للتخفيف من نسبة التلوث وازدحام الطرقات والحفاظ على الوقت والطاقة. وحسب معلومات اطلعت عليها من قبل متخصصين داخل الشركة، أفادوا أن فيرجن هايبرلوب و الكرغوسبيد هما وسيلتا نقل تنقلان الركاب والمنتجات مباشرة الى المكان المحدد بسرعة فائقة تصل الى 1.123 كم/ساعة وفي وقت قياسي. وتعمل التقنيتين بمساعدة نظام كهربائي 100٪، التي يتيح التقليل من نسبة الضرر البيئي ويقلل الكربون.
برايي، الاختلاف يجعلنا أكثر ذكاء. من كان يتوقع حدوث تحول ثوري في التعليم وفي بيئة التعلم التقليدية؟ في الواقع، هذه التوقعات تجعلنا على يقين من أن العالم يدرك جاذبية الاستدامة، وهي بالتأكيد مصدر إلهام للجيل القادم حول التقدم والإنجازات الناجحة التي يحملها المستقبل لهم في مجال العلوم والبناء الفكري والحضاري.
التعليقات (0)