وصلت أوّل دفعة من لقاح كورونا إلى لبنان يوم السبت 13 شباط 2021، وبدأت عمليّة التلقيح يوم الأحد. هذا اللقاح من صنع شركة Pfizer وسيُعطى في المرحلة الأولى إلى كبار السن، والطاقم الطبي، ثمّ إلى باقي المواطنين بحلول نهاية العام 2021. ويجب التسجيل للحصول على اللقاح عبر هذه المنصة. غير أنّ هذا اللقاح لا يمكن استخدامه على الأشخاص ما دون الـ16 سنة. لماذا؟
اليكم أربعة أسباب تمنع الأشخاص ما دون الـ16 من الحصول على اللقاح.
بداية ما هو اللقاح؟
يتعرّضُ جسمُ الإنسانِ أحيانًا للهجومِ من قِبَلِ الجراثيمِ الّتي يمكنُ أنْ تسبّبَ المرضَ. لمواجهةِ هذه الهجمات، يُعَدُّ الجلدُ، واللُّعابُ من مدافعي الصّفِ الأوّل. لكنَّ جسمَ الإنسانَ يصنعُ أسلحةً أخرى: “جهازُ المناعة”. إذ يصنع الجسم الأجسام المُضّادة التي تتكاثرُ في الدّمِّ، وتُدَمِّرُ هذا العدو أي الفيروس. يمكنُنا تعزيزُ إنتاجِ الأجسامِ المضادةِ ضدَّ الفيروس من خلالِ اللُّقاح. يتظاهرُ اللُّقاحُ بأنّهُ جرثومة تهاجمُ الجسم. عند دخولِهِ الجسمَ، يصنعُ جهازُ المناعة، الأجسامَ المضادةَ، ويحتفظ بها في الذّاكرة.
هكذا، عندما تُهاجمُ جرثومةٌ حقيقيّةٌ الجسمَ، سيتعرّفُ عليها جهازُ المناعةِ بسرعةٍ، فيبدأُ فورًا بصُنْعِ الأجسامِ المضادة، فلا يمرضُ الإنسان.
إذًا من خلال أخذ لقاح كورونا سيتمكن الجسم من صنع أجسام مضادة لهذا الفيروس، وبالتالي عندما يتعرض الإنسان لفيروس كورونا سيتعرف عليه الجسم فورًا ويبدأ جهاز المناعة بالعمل لمحاربته. ولكن، لماذا لا يستطيع الأشخاص ما دون سن الـ16 أخذ لقاح كورونا حتى الآن؟
أوّلًا: فيروس كورونا لا يؤثر بشكل كبير على هذه الفئة
تبين حتى الآن أن فيروس كورونا لا يؤثر على الأطفال بشكل كبير، وفي حال ظهور عوارض عندهم تكون هذه العوارض غير حادّة، حتى المراهقين الذين يبلغون من العمر بما يكفي لتلقي لقاح كورونا، أي الأشخاص ما فوق الـ16 عامًا، من الأفضل إعطائهم اللقاح في المرحلة الأخيرة لإعطاء فرصة للأشخاص الذين هم بأمس الحاجة لهذا اللقاح.
أحد أسباب عدم اعتبار الأطفال أولويات لأخذ اللقاح حتى الآن هو أنهم أقل تأثرًا بالفيروس إذ يشكل الأطفال ما يقرب 13٪ من جميع الحالات المبلغ عنها في الولايات المتحدة حتى الآن، ولكن أقل من 3٪ من جميع حالات دخول المستشفى المبلغ عنها، وأقل من 0.21٪ من جميع وفيات كورونا.
ثانيًّا: لم يتم اختباره بعد
لم يتم اختبار لقاح Pfizer أو غيره على الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 12 عامًا أو أقل، ولا يمكن إعطاء أي لقاح، لأي شخص قبل اختباره على مجموعة تتطوع لذلك، بهدف التأكد من جودته ومن عدم وجود عوارض جانبيّة له. كذلك، لا يصلح اختبار أي لقاح على الأطفال قبل التأكد أوّلا من عدم خطورته عليهم، لذا يبدأ الاختبار على الكبار أولاً.
ثالثًا: لا يوجد عدد كافٍ للجميع
بسبب ضيق الوقت وواجب سرعة التصرف، حتى الآن لا يمكن للشركات إنتاج كمية لقاحات تكفي جميع سكان العالم، لهذا السبب تم تقسيم الناس إلى فئات بحيث سيتم إعطاؤها حسب أولوية الحاجة إليه، أولاً إلى الطواقم الطبية، كبار السن، ذوي الأمراض التنفسية، ذوي الأمراض المزمنة…
رابعًا: اللقاح لا يعطي النتائج نفسها لجميع الفئات العمرية
أظهرت التجارب مع لقاحات أخرى أن هذه الأخيرة لا تعمل بالطريقة نفسها لجميع الفئات العمرية! لذا ربما ستكون الشركة مجبرة على صنع لقاح خاصًا بالأطفال، وبالأشخاص ما دون الـ16 عامًا.
يوجد لقاحات ضد فيروس كورونا من صنع شركات متعددة كالسبوتنيك (الروسي)، وجانسن( البريطاني)… كل ما يمكن قوله الآن حول موضوع إعطاء اللقاح إلى الأشخاص ما دون الـ16 عامًا هو أنه تم ترخيص لقاح شركة Pfizer للأعمار من 16 عامًا وما فوق. ولقاح Moderna مسموح به حاليًا للأعمار من 18 عامًا فما فوق، ولكن ضمن المرحلة الأخيرة من التطعيم. وقد بدأت كلتا الشركتين تجارب سريرية للأطفال الأصغر سنًا وسيتم الإعلان عن النتائج بحلول نهاية العام 2021.
يمكنكم أيضًا قراءة:
التعليقات (0)