“لماذا لا تكتبون بالعربيّة؟”. سؤال طرحناه على فيسبوك. جاءت الأجوبة: “مين بيكتب بالعربي؟ هيدا كان بس بأيام المدرسة”، “العربي مش لغة الإنترنت”، “هيك أسرع، بدي ساعة كرمال أكتب كلمة بالعربي”. السؤال كان بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية (18 كانون الأول)، بعد جولة سريعة على مواقع التواصل الاجتماعي لاحظنا ما يشبه غياب المنشورات والتعليقات المكتوبة بالأحرف العربيّة. يستعين مستخدمو هذه الوسائل بالأحرف الأجنبيّة لكتابة الألفاظ العربيّة.
إذاً، تواجه اللّغة العربيّة تحديات عدّة تختلف أسبابها: عدم مواكبتها للتطوّر السريع لأدوات الإنترنت، الاختلاف ما بين اللهجة العامية المَحكيَة واللَغة الفصحى المكتوبة… لن ندخل في نقاش حول الأسباب بل نسجل النتيجة. فهل الالتفات إلى اللغة العربية مهم؟
– تمتلك اللّغة العربيّة مخزوناً ثقافياً وحضارياً كبيراً، مما لا يستهان به كثراء لمن يتقنها.
– هذه اللّغة هي أداة للتواصل ولبناء الروابط الإجتماعية داخل كل بلد من بلدان المنطقة وأيضًا بين مجتمعات تلك البلدان. ولا يمكن أن يتم استبدال هذه الأداة، مهما بلغ انتشار لغات أجنبية بعينها.
لا يعني ذلك أن نكتفي باللغة العربية ونتجاهل أهمية اكتساب لغات أجنبية، واحدة أو أكثر. فكل لغة مكتسبة هي نافذة مفتوحة على عالم شاسع. وعلى الرغم من وجود لغات عدّة، هناك نقاط التقاء كثيرة فيما بينها (أنظر إلى الأمثال) يمكن أن نجد الأمثلة نفسها بالعربية وبلغات أخرى كثيرة:
“تمخض الجبل فولد فأراً” “La montagne accouche d’une souris”
اكتبوا لنا أمثالًا تعرفونها بالعربية وما يوازيها بالفرنسية أو الانجليزية????.
لا يوجد تعصب في اللغة لأنها بطبيعتها انفتاح، لذا لا يجب إنكار أو منع الجماعات المتعدّدة في المنطقة من استخدام لغتها للتواصل.
لكل لغة روحها الخاصة. ولعل ذلك يفسر لنا ما قالته توني موريسون*، الكاتبة الأمريكية العالمية، وهي أول إمراة سوداء تنال جائزة نوبل للاداب.
“التشكيك والاستخفاف بلغة الآخر هما أول الاشياء التي يعمل عليها هؤلاء الذين بيدهم السلاح. حين يكون لديك القوة، جيشا أو بحرية، فيمكنك ان تقول للأخر أن لغته ليست لغة وانها اقرب الى لغة الحيوانات. ولهذا فاللغة هي ميدان معركة فعلية، ومكانٌ للاضطهاد ولكن ايضا للمقاومة”، (في حوار لها مع عالم الاجتماع الفرنسي بيار بورديو -مجلة “فاكارم” 1998)
« Discréditer la langue de l’autre est la première chose à laquelle s’emploient ceux qui tiennent les fusils ; quand on a une armée et une marine, on peut dire à l’autre que sa langue n’est pas une langue, que ce qu’il dit tient plus du langage des animaux. (…) C’est ainsi que la langue peut être un véritable champ de bataille, un lieu d’oppression, mais aussi de résistance »
« Voir comme on ne voit jamais » dialogue entre Pierre Bourdieu et Toni Morrison (1998) Revue Vacarme n°6 -2 janvier 1998
هل تعرفها، وقرأت لها شيئاً. ما رأيك بهذا الكلام؟ ????
* بعض الكتب لتوني موريسون: Beloved، Jazz، God Help the Child.
التعليقات (1)