أستراليا | اتهم الاتحاد اللبناني للركبي 17 من لاعبي منتخبه بسوء السلوك في المباراة التي أُجريت أمام فيجي في 22 حزيران في أستراليا. وطلب الاتحاد من المتّهمين المُثول أمام لجنة سوء السلوك علمًا أنه تمّ تعليق نشاطهم فورًا من جميع الأنشطة التي ينظّمها الاتحاد في انتظار نتيجة إجراءات لجنة سوء السلوك. ولكن ما السبب؟
إن هؤلاء اللاعبين أقدموا خلال المباراة المذكورة، على تغطية شعار الأرزة المطبوعة على قمصانهم، وتم تناقل ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي. لقد حاولنا التواصل مع أحد اللاعبين لمعرفة رأيهم لكن لم نتمكّن من أخذ حديث منهم.
تواصلنا مع المدير التنفيذي للاتحاد اللبناني للركبي، نايف أبي سعيد الذي قال: “أقدم هؤلاء اللاعبون على تغطية شعار الأرزة للتّعبير عن اعتراضهم على إدارة الاتحاد، ولكن هذا الأمر مُهين للوطن، وليست طريقة سليمة للتّعبير عن الاعتراض. لذلك قُمنا بإحالتهم للتحقيق، ويتمّ حاليًّا تشكيل لجنة تحقيق من 3 أشخاص بالاستعانة بالاتحاد الدولي للركبي. بعد تشكيل هذه اللجنة سيتمّ استجواب اللاعبين، وعلى ضوء ذلك ستصدر العقوبة. وقد مُنع اللاعبون على المشاركة بأية مباراة قبل صدور الحُكم.”
أثار الأمر الكثير من ردّات فعل، فقد اعتبر معظم الناشطين أن تغطية شعار الأرزة هي إساءة لرمز الوطن. هل تعرف ما هي رموز الوطن؟ وأنّ عليك أن تحترمها، ويجب ألّا تسيء إليها؟ وكيف يعاقب القانون من يخالفها؟
ما هي الرموز الوطنيّة في لبنان؟
تُمثّل الرموز الوطنية هوية الدولة، وتُعبّر عن استقلالها وسيادتها، ويجب على كلّ مواطن أو أجنبي مقيم على أراضي الوطن، احترام هذه الرموز الوطنية. لأنّ التعرض لها وإهانتها يُعتبر بمثابة إهانة الوطن. تتمثّل الرموز الوطنيّة في لبنان بالآتي:
رئيس الجمهوريّة:
هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن. يسهر على احترام الدستور والمحافظة على استقلال لبنان ووحدته وسلامة أراضيه وفقًا لأحكام الدستور. يرأس المجلس الأعلى للدفاع وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة التي تخضع لسلطة مجلس الوزراء. (وحاليًّا يشغل ميشال عون رئاسة الجمهوريّة اللبنانيّة)
العلم:
هو رمز سيادة البلاد وعزّتها، يحتوي على شريطين أفقيين باللون الأحمر أعلى العلم وأسفله، وهما يرمزان إلى الدم الذي بُذل خلال القتال من أجل الحرية في ثورة تشرين الثاني 1943. كما يمثل اللون الأبيض السلام وثلج الجبل، أما شجرة الأرز الخضراء -وهي رمز قومي للبنان- فإنها تدلّ على الخلود.
شعار الجمهوريّة: هي رموز مرسومة تعبّر عن قيم الجمهوريّة، مثلًا في لبنان تُعتبر الأرزة شعار الوطن وهي تُعبّر عن الشموخ. نجد هذا الشعار عادةً على علم الدولة، وعلى شعار المؤسسات التابعة للدولة مثل الجيش، والوزارات، والسفارات…
النشيد الوطنيّ:
هو رمز الاعتزاز والتباهي بالوطن والتغني به. وُضع النشيد في 27 تموز 1927. وقد كتبه رشيد نخلة ولحنه وديع صبرا.
كيف يُعاقب القانون على إهانة الرموز الوطنيّة؟
تنص المادة 384 من قانون العقوبات اللبنانيّ على معاقبة من يُحقّر رئيس الدولة ومن يُحقّر العلم أو الشعار الوطني علانية بالحبس من ستة أشهر الى سنتين، على أن يقوم بهذا الفعل من خلال:
1 -الأعمال والحركات إذا حصلت في محل عام أو مكان مباح للجمهور أو معرض للأنظار أو شاهدها بسبب خطأ الفاعل من لا دخل له بالفعل.
2 -الكلام أو الصراخ سواء جهر بهما أو نقلا بالوسائل الآلية بحيث يسمعها في كلا الحالين من لا دخل له بالفعل.
3 -الكتابة والرسوم والصور اليدوية والشمسية والأفلام والشارات والتصاوير على اختلافها اذا عرضت في محل عام أو مكان مباح للجمهور أو معرض للأنظار أو بيعت أو عرضت للبيع أو وزعت على شخص أو أكثر.
(وفق المادة 209 : وسائل نشر الفعل)
هل حدث ذلك من قبل؟
إنّها ليست المرّة الأولى التي يتمّ فيها التعرض إلى أحد رموز الوطن، ففي العام 2016 أصدرت أحد الشركات إعلانًا في مناسبة عيد الاستقلال يُظهر العلم اللبناني بألوانه الحمراء والخضراء بواسطة الأحذية. واعتبر الجميع أن في هذا الإعلان احتقار و إهانة للعلم والشعب اللبناني. وعلى الإثر، قُدّمت شكوى ضدّ الشركة، باعتبار الإعلان يهين الشعب اللبناني ويمسّ بكرامة كل فرد منه.
التعليقات (0)