أخيرًا بدأ الصيف الذي طال انتظاره. بدأ موسم الشاطئ. ثيابٌ صيفيّة خفيفة وألوان فاتحة… ولكنّك سمعت الكثير عن أضرار الشمس لدرجة لا تعرف ما العمل الصحيح لتجنّب أضرارها. هل تعلم أنه بإمكانك الاستمتاع بالشمس من دون إلحاق الضرر ببشرتك؟
لقد تحدّثنا مع بعض قرّائنا حول عاداتهم في أوائل الصيف، كما تحدثنا مع طبيب الجلد المفضل لدينا للتأكُد من أن عاداتك هي الصحيحة:
تعرف الأخوات الثلاثة كريستل (17 عامًا)، وكارين (15 عامًا)، وكلوي (12 عامًا) أنّ للشمس وجهٌ مزدوج: “إنها جيدة وسيئة في الوقت نفسه”، بحسب ما قُلْنَ. “إنها تساعد عظامنا على النمو، ولكنّها يمكن أن تسبّب السرطان إذا تعرّضنا لها بشكل مفرط، ولفترة طويلة”.
عندما طرحنا عليهِنَّ سؤالًا حول استخدام منتجات واقية للشمس كان الجواب: “في المرة الأخيرة التي كنّا فيها على الشاطئ، وضعنا منتجًا واقٍ من الشمس عاليَ الجودة يحتوي على SPF، وذلك مرة واحدة عندما وصلنا. لكننا بقينا وقتًا أطول من اللازم، لذلك عانينا من حروق في كل مكان: “خاصة على الوجه والكتفين”. أما بالنسبة لأصدقاء الفتيات، والأسوأ من ذلك، لم يضعْنَ شيئًا للوقاية من الشمس، على الرغم من بقائهِنَّ من الساعة 11 صباحًا حتى الساعة 4 مساءً.
لينا م، قارئة دائمة لموقع “يومكُم”، تتعرّض للشمس بشكلٍ تدريجيٍّ. في المرة الأولى تذهب إلى الشاطئ عند الساعة 10 صباحًا، وتبقى هناك لمدة ساعتين فقط. تستخدم منتجًا واقيًا من الشمس، ومقاوِمًا للماء مع حماية بدرجة 50 SPF. تستخدمه مرّة واحدًا خلال النهار على الوجه والجسد. في المرّة الثانية تقوم بالأمور نفسها غير أنّها تستخدم الوقاية من الشمس على الوجه فقط. أمّا في المرّة الثالثة فتبقى على الشاطئ طوال اليوم من دون وضع وقاية من الشمس على الجسد، لا بل على الوجه فقط.
لا جدل في أن الشمس لطيفة ودافئة، وتمنحنا لونًا جميلًا، ولكن هناك علامات تُخبرك أنّك قد جلست تحت الشمس لفترة طويلة. على الرغم من أنّ الأمر يستغرق أحيانًا ساعات حتى تشعر به، إلا أنّ الحروق قد تكون خطيرة، وتتطلّب أن تنتبه لوجودها فورًا. بجانب الحروق المؤلمة، فإنك تعرّض نفسك للجفاف، والدوخة، والغثيان، والطفح الجلدي الناتج عن الحكّة، وحتى وجع الرأس.
إذا لم تكن مُعتادًا على استخدام واقٍ من الشمس، فقد حان الوقت للقيام بذلك، خاصة وأن هذا الصيف يَعِدُ بأن يكون حارًّا جدًا، وفقًا للدكتور ج.، طبيب الأمراض الجلدية، الذي طرحنا عليه بعض الأسئلة من أجلك:
أيُّ واقٍ للشمس نختار، ومتى نستخدمه؟
ينصح طبيبنا بتطبيق حماية تحوي على 30 SPF على الأقل للجسم، و 50 SPF للوجه، من دون أن ننسى إعادة وضعها كل ساعتين. ضع واقي الشمس على كافة أنحاء الجسم، ولا تنسى الجفون أو الرقبة. كثيرًا ما يستقبل الطبيب الشباب الذين يعانون من حروق من الدرجة الأولى وحتى في بعض الأحيان حروق من الدرجة الثانية، فهو يوصي بحماية وجهك والأجزاء المُعرّضة للشمس حتى عندما لا تكون على الشاطئ.
كيف نختار واقي الشمس؟
بالنسبة للبشرة الدهنية، اختر منتجًا سائلًا، أمّا للبشرة الجافة فاختار كريمًا، مع العلم أن المستحضرات الصيدلانية موثوق بها أكثر من تلك الموجودة في السوق اللبناني.
ويوّضح لنا الطبيب ج. أنّ: “تراكم الأشعة لا يتوقف”. على سبيل المثال: إذا كنت تعرض نفسك اليوم لأشعة الشمس، وقمت بذلك سابقًا منذ سنوات عديدة، فإن كميّة الأشعة التي تلقيتها اليوم لا تبدأ من نقطة الصفر، ولكنها تتراكم مع الأشعة التي تلقيتها سابقًا. يمكن لهذا التراكم أن يسبب أضرارًا لا يمكن معالجتها، كشيخوخة الجلد، وتشكُّل التجاعيد، أو أمراض أكثر خطورة بما فيها سرطان الجلد.
هل واقي الشمس كافٍ لتجنب أضرار أشعة الشمس؟
الحماية لا تقتصر على تطبيق واقٍ للشمس، فوَضْعُ النظارات الشمسية، والقبعة أمران مهمّان أيضًا. كذلك لا تنسى أنّ الشمس تكون في أعلى درجات السخونة ما بين الساعة 11 ظهرًا و3 ما بعد الظهر، لذا من المهمّ عدم التعرّض لأشعة الشمس في هذا الوقت.
هل تعلم أنّ نظامك الغذائي يلعب دورًا مهمًّا أيضًا؟
من البديهيّ القول أنّك يجب أن تشرب الكثير من الماء عندما تكون على الشاطئ، ولكن هل كُنت تعلم أنّ الشاي الأخضر يحتوي على “Catéchines”، وهي مواد مضادة للأكسدة، تساعد على مكافحة الأضرار الناجمة عن أشعة الشمس ما فوق البنفسجية؟ ولكن لا تنسَ تناول الطماطم، إذ إنّها تحتوي على “lycopene”، وهذه المادة تجعلك أقل عرضة لحروق الشمس. ولا تنسَ أيضًا الكاروتين، الموجود بشكل خاص في الجَزر، والذي يساعدك على الحصول على لون نحاسي جيد عندما تسمر…
ماذا عن فوائد الشمس؟
- إنها جيدة للمعنويات: إنها عنصر أساسي لتنظيم الساعة الداخلية ونومنا، وبالتالي مزاجنا.
- الشمس ضروريّة للعظام ولجهاز المناعة. الفيتامين (د) الذي تولّفه، بشكل رئيسي، بشرتنا عند التعرض للأشعة ما فوق البنفسجية، ضروري للحصول على الكالسيوم الذي يقوي العظام. يحتل فيتامين (د) دورًا رئيسيًّا في تنشيط نظام المناعة لدينا، ضدَّ السرطانات، والالتهابات الفيروسية، والالتهابات البكتيرية…
إذًا، نعم لأشعة الشمس، ولكن خارج ساعات الخطر!
التعليقات (0)