لبنان | في مثل هذا الوقت من كلّ عام يضيء اللون الأزرق عددًا كبيرًا من المرافق، النصب التذكرايّة، والمباني السياحيّة، هل لاحظت ذلك؟
مع انطلاق الشهر العالمي للتوحّد، أي شهر نيسان، بدأ اللّون الأزرق يغزوا الحملات في كل مكان، ولكن هل تعلم ما هو التوحد ولماذا تمّ اختيار اللون الأزرق للدلالة عليه؟ سيعطيك هذه المعلومات الNAC- مركز الشمال للتوحد، وسيعرّفك على هذا الإضطراب وأسبابه.
تمّ إختيار اللون الأزرق لأنّه يرمز إلى الأمل وتقبّل الآخر. كما أنّه، وفي عالم مليء بالضجيج ومُختَلَف التحدّيات، قد يكون اللون الأزرق مصدر راحة للشخص الذي لديه توحّد. وتدرّج اللون الأزرق هو للدلالة على العوارض المختلفة لدى الأشخاص، ولذلك يسمّى “طيف التوحّد” أي أنّ العوارض تتراوح من شخص إلى آخر بين خفيفة وشديدة.
ما هو التوحد؟
التوحّد هو إضطراب في التطوّر النفسي والعصبي، يظهر عادةً خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، وهو يؤثّر على التطوّر في مجالات أساسية كالتفاعل والتواصل الإجتماعي من جهة، وظهور سلوك نمطيّ متكرّر وإهتمامات محدودة من جهة أخرى.
تعرّف على عوارضه وأسبابه.
ما هي عوارض التوحد؟
ليس من الضروريّ أن نرى جميع هذه العوارض لدى الطفل الذي يعاني من التوحد، ولكنّها بشكلٍ عام تتمثل بالتالي
يحب الّلعب بمفرده ولا يتشارك مع الأطفال الآخرين-
يبدو وكأّنه يعيُش في عالمه الخاص، فلا يهتّم بمن حوله-
لا ينظُر إلى الشخص الذي يكّلمه-
لا يمد يده للحصول على غرض معّين بل يستعمل يد شخص آخر-
يسمعنا عندما نناديه باسمه ولكنه لا يلتفِت إلينا-
يصاب أحيان بنوبات غضب إن لم نفهم ما يريد-
يواجه صعوبة لمعرفة ما إذا كان الشخص الآخر حزين، أم مسرور، أم غاضب، لذلك قد لا يتفاعل مع الآخر بصورة صحيحة-
يواجِه صعوبة بالتمثيل والتخيل أثناء اللعب-
قد يتكلم أحيانًا بطريقة غريبة، مثلًا: يكرر الكلمات والأصوات والعبارات نفسها، يتكلم بشكل آلي، يردد جملًا حفظها من التلفزيون، يقوم بتكرار الأسئلة المطروحة عليه بدلا من الإجابة عليها، لا يفهم المزاح، يستعمل الضمائر بشكل خاطئ فيقول، مثلا: ”أنت” بدلًا من ”أنا”
ما هي أسباب التوحّد؟
لا نعلم بشكل دقيق وحاسم ما هي أسباب الإصابة بالتوحد.
تركّزت أولى النظريات في الماضي حول دور الأهل، فاعتبرت أنّ سوء التربية هو المسبب الرئيسي لهذا الإضطراب، لكنّ الدراسات العلمية الحديثة خالفت ذلك تمامًا، وأوضحت أنّ العوامل البيولوجية والوراثية تلعب الدور الرئيسي في هذا المجال، كما حدّدت الدراسات أسباب الإصابة بالتوحد وهي:
• الأشخاص الذين لديهم أقارب مصابون بالتوحّد هم أكثر عُرضة من غيرهم للإصابة بهذا الإضطراب.
• الأطفال المصابون ببعض الإضطرابات الجينية مثل متلازمة داون، أو متلازمة الكروموسوم إكس الهش هم أكثر عُرضة من غيرهم للإصابة بالتوحّد، وهم يشكّلون 10 إلى 15% من مجمل الأطفال المصابين بالتوحّد.
هناك أيضًا عوامل غير وراثية تسبب الإصابة بالتوحد وهي:
• العمر المتقدّم للأهل عند إنجاب الطفل.
• إنخفاض الوزن عند الولادة.
• تعرّض الجنين لدواء الـValproate في خلال فترة الحمل.
• الدراسات الحالية تنفي أية علاقة بين اللقاحات والإصابة بالتوحّد.
على الرغم من أنّ هذا الإضطراب يجعل الطفل المصاب به منزويًا في عالمه الخاص غير أنّ ذلك لا يمنعه من التعلم ولكن يجب أنّ يقوم بذلك فريق متخصص وهو يتخذ القرار بالتنسيق مع الأهل عن المكان الأمثل للتعلم. قد يكون ذلك في مدرسة عادية أوفي مدرسة خاصة به وبرفاقه حيث يكون عدد التلاميذ في صفوفها أقل من المدرسة العادية.
يظهر التوحّد في جميع أنحاء العالم، ويُقدّر إنتشاره بنسبة 1%، كما تظهر حالات الإصابة بالتوحّد لدى الذكور بمعدل أربعة أضعاف معدله لدى الإناث بشكل عام.
كيف نتعامل مع شخص مصاب بالتوحد؟
أحبه كما هو وأحترم قدراته، حيَنَ أعِرف الَتوّحد أكثر
ألعب معه بصبر ومحبة
أتدخلُ لتهِدَئِته وِحماَيِته حين ينفعل
أتواصل معه وأقول َله ما ُأريد بكل وضوح
أخبرُهُ مسبقاً بأي تدخل أوتغيير وأنتظر موافقته
رفضه لبعض الأشياء يأتي أحيانا من لونها أو شكلها، فأسأله أذا يريد لون اخر أم شكل أخر.
وفي لبنان، يوجد مراكز خاصة بالأولاد المصابين بالتوحد وهي:
١– مركز الشمال للتوحد، مؤسسة “ايريس فرنجيه“، زغرتا NAC
٢– الجمعية اللبنانية للأوتزم–التوحد، الطيونة والجميزة LAS
٣– مدرسة التوحد ١٢٣، ضبية
٤– جمعية الأهل لدعم التوحد في لبنان، أنطلياس AAA
كما يوجد بعض المدارس التي تدمج الأطفال المصابين بالتوحد مع باقي الأطفال.
التعليقات (0)