لبنان | هل تعلم أنّ قانون الجنسيّة اللّبنانيّة يعود إلى الاحتلال الفرنسيّ للبنان، وإلى ما قبل الإحصاء الرسميّ للسّكان الّذي جرى في العام 1926، والّذي وقّعه المفوّض الفرنسيّ الكبير للبنان الجنرال موريس ساراي؟
بعد سقوط الإمبراطوريّة العثمانيّة، اجتمع الحلفاء في لوزان في العام 1923 لإعادة تنظيم سكّان جميع البلدان الّتي كانت خاضعةً لحكم العثمانيين، ونَفَّذَ لبنان هذه المعاهدة من خلال التّوقيع على مرسومٍ يُعْنى بالجنسيّة اللّبنانيّة وهو يُطَبَّقُ حتّى يومنا هذا، ولم يتمّ تعديله إلّا مرّات عدّة فقط، يرجع آخر تعديلٍ إلى العام 1960 ولكنّه ترك القانون قديمًا إلى حدّ ما.
وفقًا للمرسوم رقم 15 الصادر في 19 كانون الثاني 1925، يُعتبر لبنانيًا:
– كلّ من ولد في إقليم لبنان الكبير ولا يحمل جنسيّة أخرى.
– كلّ من ولد في إقليم لبنان الكبير ولا يحمل جنسيّة أخرى.
– أو كلّ من يكون مولودًا في إقليم لبنان الكبير لأبوين مجهولين أو لأبوين ليس لديهما جنسيّة معروفة.
– ولكن كل طفلٍ غير شرعيٍّ أخذ الجنسيّة اللّبنانيّة لأنّه ولد من أبٍ مجهولٍ أو ليس لديه جنسيّة معروفة، يفقِد الجنسيّة اللّبنانيّة عندما يتمّ الاعتراف به من قِبَلِ الوالدين اللّبنانيين سواء من قِبَلِ الأمّ أو الأب وذلك قَبْلَ البلوغ.
سنجد أحيانًا مصطلح “أطفال غير شرعيين” في الوثائق الرّسميّة، أمر شائن، ولكن بالنّسبة للأمّ اللّبنانيّة العزباء عندما يكون الأب مجهولًا (أو على الأقلّ يكون وجوده مخفيًّا)، فهي لا تستطيع إعطاء الجنسيّة اللّبنانيّة لابنها، وهنا نلاحظ الفرق…
هذه الشّروط عفا عليها الزّمن وانتهت صلاحيتها، لكنْ من الضروريّ أن نضع نفسنا في السّياق التاريخيّ لهذه الفترة، فترةٌ كان من الضروريّ أخذ إجراءات خلالها تسمح بإدارة جميع السّكان الّذين كانوا عثمانيين لمدّة 400 عام، وتوزيعهم بين لبنان وسوريا وتركيا وفلسطين، والأردن والمملكة العربيّة السعوديّة. حان الوقت لتغييرها.
– يمكن للمرأة الأجنبيّة أيضًا الحصول على الجنسيّة اللّبنانيّة وذلك من خلال الزّواج من رجلٍ لبنانيّ، بشرط تسجيل زواجه في سجلّ الأحوال الشّخصيّة، يسمح له القانون بالحصول على الجنسيّة في خلال فترة محددة وهي عام واحد، لكن من الناحية العمليّة، يجب على مكتب الأمن العام اللبنانيّ إجراء تحقيقٍ صارمٍ لضمان أنّ الزّواج حقيقيّ، وسيقومون بالتحقيق مع عائلة الزوجين، وكذلك الجيران، وحتّى للتأكد من أنّ هذا الزّواج قد حدث وأنّه صحيحٌ، ويمكنني أنْ أؤكد لكم أنّ الغشاشين سيُكتشفون بسهولة بالغة.
– تُعْطى الجنسيّة اللّبنانيّة بموجب مرسوم من رئيس الجمهوريّة إذا استوفى مقدّم الطّلب أحد الشّروط الثّلاثة التّالية:
1 – يجب أن يكون مقيمًا في لبنان لأكثر من 5 سنوات،
2 – أن يكون متزوجًا من امرأة لبنانية وتقيم في لبنان لأكثر من عام،
3 – أو أن يكون قد قدّم خدمة إلى البلد كما كان الحال بالنّسبة إلى لاعب كرة السّلة الأمريكيّ، جو فوغل، الذي ساعد فريق لبنان في الفوز بكأس الألعاب الآسيوية.
لسوء الحظ، ولأسبابٍ ديموغرافيّة تتمثّل بوجود عددٍ كبيرٍ من اللّاجئين من جنسيّات عديدةٍ في لبنان، لا تزال الحكومة تؤخّر تحديث قانون الجنسيّة اللّبنانيّة، ممّا يؤذي عددًا كبيرًا من الأشخاص الّذين يستحقّون الجنسيّة والّذين يستوفون جميع المعايير ليكونوا مواطنين لبنانيين صالحين، وخاصةً المولودون من الأمّهات اللّبنانيّات.
التعليقات (0)