(article 2/4)
مقال 2/4 | لقد حدث أنْ اصطدمت النّيازك بالأرض من قَبل، وهذا ما يُستعمل لشرح اختفاء الديناصورات والانفجار الهائل الّذي حدث في روسيا في أوائل القرن العشرين.
تطير النّيازك في السّماء بأقصى سرعة وبشكل دائم، وعلى الرّغم من الاحتمالات الضّئيلة، فإنّ ارتطام النّيازك بالأرض ليس مستحيلًا، ولكنْ ماذا ستكون عواقب هذا الارتطام؟
هل يمكنك أن تتخيّل أنّ شُهُبًا قَطْرُهُ عشرة كيلومترات قد قضى على الديناصورات وبيئتها العملاقة؟ ولكنْ حتّى شُهُبًا أصغر حجمًا بكثير، أيْ يبلغ قُطْرُهُ حوالي 50 مترًا ، يمكن أنْ يكون له بالفعل عواقب وخيمة، كما كان الحال في جبال الأورال في روسيا في العام 1908 في خلال “حدث تونغوسكا”.
دعونا نعود إلى ما قَبل 66 مليون سنةٍ، إلى الفترة الّتي يُطلق عليها العلماء اسم أزمة العصر الطباشيريّ. في هذه الفترة، اختفت معظم أنواع النباتات العملاقة والحيوانات الّتي كانت تعيش على الأرض حينها، بما في ذلك الديناصورات. وتشير التّقديرات إلى أنّ 75 في المائة من الكائنات الحيّة انقرضت، وأكثر التّفسيرات المنطقيّة لما حدث هو هبوط نيزك في خليج المكسيك، والّذي ترك أثرًا له يُعرف باسم Chicxulub، وهي حفرةٌ قُطْرُها 180 كيلومترًا!
ونتيجةً لهذه الحادثة، غمرت الأرض موجة من الغبار بحيث استمرّ الظّلام لأكثر من عام ونصف، ومن دون الشّمس والضّوء، لا يمكن للنباتات أنْ تنمو. ومن هنا بدأت لعبة الدومينو: الكائنات الحيّة الّتي تحتاج إلى الضّوء ماتت، ممّا أدّى إلى موت الحيوانات الّتي تتغذّى من العشب، وبالتّالي الحيوانات آكلة اللّحوم قد ماتت لأنّه لم يَعُدْ هناك شيئًا للأكل. ومن ثمّ نتج عن سقوط أجزاء ملتهبة، مئات الحرائق الّتي انتشرت في قارّات عدّة. يمكن إذًا أنْ يُغرق النّيزك الأرض بموجة من البرودة والظّلام لمدّة عامين تقريبًا … ولكنْ لا داعي للذّعر: يعتقد العلماء أنّ مثل هذا التّصادم يحدث كلّ مئة مليون سنةٍ فقط.
يمكن أن تكون الطّاقة الّتي يتمّ إطلاقها من قِبل النّيازك، أكبر بمليار مرةٍ من تلك الّتي تسبّبتها القنبلة النّووية في هيروشيما. ولكنْ طاقة أقلّ من ذلك قد تحدث أضرارًا لا بأس بها: 20 إلى 30 مرّة هذه الطّاقة لديها عواقب ضخمة، كما يتضح من النّيزك الّذي انفجر في جبال الأورال في العام 1908، والّذي دمّر الغابة الّتي تمتدّ على 1250 كيلومترّا مربعّا (أي حوالي 170 ملعبًا لكرة القدم)… لكنّ الأضرار قد امتدّت على مساحة أكبر بكثير وتمّ سماع الموجة الصّوتيّة على بُعْدِ أكثر من مئة ألفِ كيلومترٍ.
ولكنْ ماذا نفعل عندما يقترب خطر النّيازك؟
التعليقات (0)